للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرومُ فاءت إلى أفيائها فئةٌ ... ذلت كما رَأَسَ المرؤوسَ مَن رَأَسا

همُ العدا ومَواليهمْ كمِثلِهمُ ... والماءُ أنجَسَه أن خالَطَ النَّجسا

والأريُ حُلوٌ فإنْ قاسى مذاقَتَهُ ... شَرْيٌ فقد آضَ للإمرار مُنعكِسا

إن يقترِبْ منكمُ الخِذلانُ فارتَقِبوا ... نَصْرًا فكمْ سَرَّ دهرٌ قبلَ ذاك أسا

وإن غدا طامسًا رَبْعُ النُّهى فلقد ... بَدَا التأسِّي مُعيدًا منهُ ما طُمِسا

كم من ثمارِ لهًى تَجني أكُفُّ نُهًى ... ومن ليالي أسًى تَجْلو شموسَ أُسى!

وكم فريقٍ يُريه الدهرُ مجتمِعًا ... ومأتمٍ بعدَ أَيامٍ يُرَى عُرُسا!

[....] (١) بن أبي عَجِيبةَ، قال من قصيدة [البسيط]:

أخلِقْ بجِدِّ الأعادي أنْ يُرَى تَعِسا ... وأن يُعاودَ سَعْدُ الجَدِّ أندَلُسا

بنصر مَلْكٍ لحزبِ الله منتقمٍ ... لم يُدْعَ قطُّ إلى الإنجادِ فاحتبَسا

وطامسٍ ما بَدَا للكُفرِ من أثرٍ ... ومُظهرٍ من رسُوم الدِّينِ ما طُمِسا

إذاذكَرْتَ اسمَه كي تستعيذَ بهِ ... من كيدِ شيطانِ إنسٍ نازع خَنَسا

ذو سِيرة درَسَتْ بينَ الورى سُوَرًا ... وكم ملوكٍ سواه ذكْرُهمْ دَرَسا

فإنْ تكنْ غُيِّرتْ أعلامُ أَرضِكمُ ... وكلُّ ما كان منها ناضِرًا يَبِسا

فإنّ يحيى بنَ عبد الواحِد بن أبي ... حَفْصٍ سيَنشرُ منها كلَّ ما رُمِسا

كذاك كان لها الجَدُّ الكريمُ أبو ... حفصٍ وإنَّ له في جَدِّه لأُسا

كأنّكمْ بالذي أمسى يَسُومُكمُ ... ضَيْمًا يعودُ عليه الضَّيمُ مُنعكِسا

يوَدُّ لو أنه في الجوِّ طِيرَ بهِ ... من شدّةِ الذُّعر أو في الماءِ قد قُمِسا

لوكان في زمنِ الحُمْسِ الذين مَضوْا ... إذَنْ لألبَسَ ثوبَ الذِّلّة الحُمُسا


(١) بياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>