للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإياب، وطَرَبُ الشِّيب لذكْرِ الشّباب، أمسَوْا قد وَعَوا مأربَهم، وأضحَوْا قد عَلِمَ كلُّ أُناسٍ مَشْربَهم، فهم يَرِدونَ على العَذْب النَّمير، ويجِدونَ بَرَكةَ رأي الأمير، مكرُمةٌ ذَخَرَها لسُلطانِه الزّمان، وكرامةٌ هُنّئ بها الإيمان, وسلَّمتْ ليمينِه فيها الأيمان، وقضيّةٌ إن حُجِبت عن داود فما حُجِب عنها سليمان [البسيط]:

جمَعْتَ للناسِ بينَ الرّيِّ والشَّبَعِ ... فهمْ بأخصبِ مُصطافٍ ومُرْتَبَعِ

ولم تدَعْ كرَمًا إلا أتيتَ بهِ ... تُضيفُ مُبتدَعًا منه لمُبتدعِ

لمّا وَليتَ خَلَعْتَ الخيرَ أجمَعَهُ ... عليهمُ فبَدَوْا في أجمل الخِلَعِ

وحَسْبُ مجدِك ما أَولاهُ جُودُك مِنْ ... رَفْعِ الدعاءِ له في كلِّ مجتمعِ

لله أيامُكَ استَوْفَتْ محاسنَها ... فلا مَزِيَّةَ للأعيادِ والجُمَعِ

دامَتْ مساعيك والأقدارُ تُسْعِدُها ... تُولي المساجدَ إنصافًا من البِيَعِ

وكتَبَ إلى الإِمام زكيّ الدِّين أبي محمدٍ المُنذِريِّ رحمه الله، شاكرًا وشافعًا، ونقَلتُه من خطِّه: شيخُنا وسيِّدُنا الرئيسُ الفاضل، العالِمُ العامل، الحافظُ الحافل، زكيُّ الدِّين، وإمامُ المحدِّثين، وسيِّدُ المُسنِدين، أبو محمد بنُ عبدِ القويِّ المُنذِريّ، أبقاه الله، يُرغَبُ في بقائه، ويُحرَصُ من أقاصي الآفاقِ على لقائه، إليه تُضْرَبُ أكبادُ الإبِل، ونحوَه تُركَبُ أثباجُ البحار، وفي قصدِه تُخاضُ أحشاءُ البِيد، شوقًا لرؤيةِ العلم في رُواة السُّنَن، وتيمُّنًا بمفخَرةِ مِصرَ على الشامِ والعراقِ فضلاً عن اليمَن، وأوّلُ ما أُفاتحُ به مَعْلَم علمِه الذي تدعوني جَنَباتُه، ولا تَعْدوني ثمرتُه الحُلوةُ وجنَّاتُه، أن أقولَ: السّلامُ الكريمُ الجَزيل العميمُ عليه ورحمةُ الله وبَركاتُه، فإنْ أَذِنَ في الزّيادة، وهي عادةُ أُولي السِّيادة [المنسرح]:

أرسَلتُ نَفْسي على سجِيّتِها ... وقلتُ ما شئتُ غيرَ مُحتشمِ

وعُجالتي هذه وإن أدَلَّت، حتى أخلَّتْ، وأقدَمتْ إلى أن نَدِمَت، فعن تشريفٍ من تعريف، بذكْرٍ في ناديه، أحسَبُه صَدْرًا وأعُدُّه سِرًّا وجهرًا في غُرِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>