للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلتُ له: يا بُنيّ، المنامُ يَصدُقُ ويكذِب، ولا تَنبني عليه الأحكام، ويكونُ له التأويل، ويَبعُدُ فيه التفسير.

فقال: قد تيقَّنتُ ما قيل لي وما أُلقِيَ إليّ.

قلت [يا بُنيّ، ذلك من همَزات] (١) الشياطين والخيالاتِ الفاسدة من المَرَض الذي أصابَك.

قال: [ما هم شياطين، فإن] الشيطانَ لا يَتْلو القرآنَ ولا يتمثَّلُ بصُورة النبيّ عليه [السلام].

قلتُ له: إذا رأيتَ ذلك، أتحسُّ بألمٍ أو تنتشرُ على بدَنِك حرارة؟ [قال: لا].

قلتُ: وهل ترى شيئًا في اليقَظة؟

قال: قد رأيتُ شلانونَ في اليقَظة [مرّةً واحدة] (٢).

قلتُ: فحدّثْ عما قالوا لك في تأمينِك.

قال: قد قلتُ لهم: أخافُ أن أُقتَل، فأمَّنوني وأمَروني أن أُنذِرَ الناسَ غيرَ خائف.

قلتُ له: وذكَرَ أبوكَ أنّك قد دخلتَ الجنّة؟

[قال: نعم، دخلتُها] فرأيتُها على مئتينِ وعشرينَ درجة، فرأيتُ فيها أبا محمد بن حَزْم (٣) على مئة درجة وسبغ درَج.

وذكَرَ أنه رأى آخَرينَ لا أعيِّنُهم الآنَ.


(١) ما بين الحاصرتين ممحو في الأصل، ولعله كما أثبتنا.
(٢) ما بين الحاصرتين يقتضيه السياق.
(٣) قد يكون في هذا دلالة على مذهبية هذه الأسرة العثمانية، وقد استغل بعض الخارجين عن الجماعة اسم ابن حزم، ومن أمثلة ذلك محمد الأندلسي صاحب الطائفة الأندلسية التي ظهرت بمراكش في عهد السعديين، وتجدر الإشارة إلى ما أثارته مؤلفات ابن حزم من جدل في عصر الموحدين. انظر مقالة للأستاذ محمد إبراهيم الكتاني بعنوان: مؤلفات ابن حزم ورسائله بين أنصاره وخصومه في مجلة الثقافة المغربية. ع. ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>