للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ورأيتُ القاضيَ أبا عِمران بن عِمران (١) على إحدى عشْرةَ درجة، وأشيرَ في إلى درجة، قيل: هناك كان قبلَ أن يليَ القضاء، فلمّا وَلي القضاءَ هبَطَ، فعددتُ ما بينه وبينَ تلك الدّرجة فوجَدتُ ثِنتَيْ عشْرةَ درجة، فعَلِمتُ أنه كان على ثلاثٍ وعشرينَ درجة.

فقال له بعضُ الحاضِرين: وكيف رأيتَ دَرَج الجنّة؟ أكأنّها هذه الأدراج؟

فضَحِك مُنكِرًا عليه، وقال: لا، بل هكذا: باب وفوقَه باب وفوقَه باب، هكذا أبوابٌ صاعدة بعضُها فوقَ بعض.

[وذَكَر] (٢) أنه رأى على بابِ الجنّة طائرًا صغيرًا فقيل له: هذا الصبيُّ الذي قتَلَه النَّصرانيُّ في المقبُرة (٣)، وأنه أعطيّ في الجنّة [ثلاثَ] (٤) زجاجاتٍ شرِبَ واحدة (٥) كلَّها، ومن الأخرى نصفَها، ومن الأخرى ترَكَ منها يسيراً، ولم يَدرِ ما كان الشرابُ الذي فيها كلِّها.

وأنه قيل له: تأهَّبْ لانقضاءِ ثلاثةٍ وثلاثينَ يومًا، قال: فكمُلَ لهُ يومَ العيد سبعة وعشرونَ يومًا وبقِيَ ينتظرُ ما يكونُ إلى تمامِها.

قال: ودخلتُ النارَ، فرأيتُ فيها أشياء، من ذلك: تابوتٌ من نار، فقلتُ للمَلَك الذي معي: ما هذا؟ قال: يا عافِ، فجاء شخص عظيمٌ في يدِه مِفتاحٌ


(١) هو أبو عمران موسى بن عيسى بن عمران، كان هو وأبوه من قضاة الموحدين انظر البيان (١٢٥) والمعجب (٢٤٥، ٢٤٦، ٣١٣، ٣٢٥) والأنيس المطرب (٢٦٨) والمن بالإمامة (١٤١، ٤٧٢، ٤٩٥، ٥٠٤، ٥١٣، ٥٢٣)، وستأتي ترجمة المذكور هنا وتراجم أبيه وإخوته في هذا السفر. انظر الأرقام ٥، ٤٤، ١٧٦.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) الإشارة إلى حادثة كانت معروفة، ومن المعلوم أن فرقة من النصارى كانت في جيش الموحدين بمراكش.
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) في ص: "الواحدة".

<<  <  ج: ص:  >  >>