للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه قيل له: إنه تَتِمُّ عليه قبلَ استيساقِ أمرِه ثلاثٌ وأربعونَ هزيمة.

وأنّ من جُملةِ ما أوصَوْهُ به أن يكونَ قتالُه كلُّه بالكمائن، حتّى لو لم يكنْ معَهُ إلا عشَرةٌ من الفُرسان يصف بعضهم ويَكمُنُ بعضهم.

وأخبَرَ أيضاً عن مقتلِ أبيه في بعض المواطِن قبلَ استيساق أمرِه.

وأخبَرَ عن الطائفةِ المنصُورة المؤيَّدة بأنهم يتعلقُ من يَبقَى منهم بجِهاتٍ من بلاد النَّصارى (١) بالأندَلُس.

قال بعضُ الحاضرين: ومن أنصارُك؟ قال: قد سألتُ عن هذا فقلتُ حين وُعِدتُ بهذا: وكيف يكونُ ذلك ومَن لي به ولا مالَ لي ولا عزَّ، ولا قَبِيل؟ فقيل: إذا كان ذلك الوقتُ أُعطِيتَ آيتَيْنِ، إحداهُما: أنك ترجِعُ تَطيرُ بالنهارِ كما تطيرُ باللّيل الآنَ، والأخرى: قضيبانِ أحدُهما أسودُ والآخَرُ أبيض، أضرِبُ بالأبيضِ على الأسود فيعودُ اللّيلُ نهارًا والقمرُ شمسًا، وأضرِبُ بالأسودِ على الأبيض فيعودُ النهارُ ليلًا والشمسُ قمرًا.

قالماله بعضُ الحاضرين: ومن الذين يقومونَ بدعوتِك؟

فانتَدبَ الأبُ يعُدُّ القبائلَ حاكيًا عنه، فعَدَّ إحدى عشْرةَ قبيلةً أكثرُها صَحراويّ، وكان الأبُ في أكثرِ هذا إمّا مشاركٌ له في الحكاية وإمّا مُذكِّرٌ بما يَترُكُ، فلم يَعدم منّي ولا من الحاضرينَ إنكارًا عليه وتعريفًا له بأنّ هذا مما يدُلُّ على أنّ أكثرَ هذا منك وإلّا فاترُكْه، فيَترُكُه قليلًا وتغلِبُه نفسُه فيعود.

وجَرى من الأحاديثِ غيرُ هذا ممّا لا أذكُرُه الآنَ، وقد تعلَّقَ الحاضرونَ بأكثرِها فهي مبثوثة.


(١) لعل في هذا إشارة إلى ما وقع للبياسي وأخيه أبي زيد اللذين انحازا إلى النصارى عندما ضعف أمر الموحدين في الأندلس. انظر البيان المغرب والأنيس المطرب والروض المعطار والذخيرة السنية وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>