وعَدْلُه الشمسُ لكنْ غيرَ آفلةٍ ... وفضلُه الظِّلُّ لكن ليس مُنتقِلا
حازَ العمومةَ من عدنانَ مفتخرًا ... إلى الخُؤولة من قحطانَ فاكتملا
فمن سَليم بن منصُور وسُؤدَدِها ... ومن حِزام عدِيّ مجدَهُ انتَحَلا
وبالجلالينِ من قَيْس ومن يَمَنٍ ... أقام قِسطاسَ وَزْنِ الفخرِ معتدلا
يَا ابنَ الخلائفِ حازوا المجدَ من مُضَرٍ ... فعِزَّهم ذلَّلَ الأيامَ والدُّولا
جَدَّ الزّمانُ وكان الهَزْلُ شيمتَهُ ... فينا وجاد علينا بعدَما بَخِلا
فنام بالأمن جَفْنٌ بات من جَزَعٍ ... بإثمدِ السُّهد في الظلماءِ مكتحِلا
وقام قاعدُ أمرِ الله منتهضًا ... يَفي بحَمْل الأماناتِ التي حَمَلا
وأصبحَتْ دعوةُ التوحيدِ زاهيةً ... زهوَ العَرُوس تجُرُّ الحَلْيَ
والبيضُ تهتزُّ مثلَ البيض من طرفٍ ... والخَيْلُ تعرفُ فيها نخوةَ الخُيَلا
زَهَا به المجلسُ السامي وحُقَّ لهُ ... حتى لقد طار من زهوٍ به جَذِلا
فقلْ لمَن يدَّعي هذا المقامَ: كفَى ... فإنّ بُرهانَ هذا يبهَرُ الجَدِلا
واعجَبْ لناديه يقوَى حَمْلُهُ وبهِ ... علمٌ وحلمٌ أقلّا السهلَ والجَبَلا
وكفُّه كيف تَهْمي سُحْبُ وابلِها ... وليس تُبصرُ في أرجائها بَلَلا
يَا لائميهِ على الإفضال ويْحَكمُ ... وهل رأيتُمْ .................
من جاد بالذاتِ يومًا لا انتقالَ لهُ ... ومن يكنْ عَرَضًا .... منتقلا
قد كاد يسبِقُ ظنِّي كونُهُ مَلِكًا ... لولا تحقُّقُ عِلمي كونَه رَجُلا
كانت تُروِّعُني الأيامُ ظالمةً ... واليومَ إن قصَدَتْني بالخطوبِ فلا
وكيف أخشى لجَوْرِ الدهرِ حادثةً ... وعدلُ إدريس يَنْفي الحادثَ الجَلَلا
مَن صَفْحُهُ يصرِفُ الجاني بسَطْوتِهِ ... إلى المتابِ وكم صَفْح جنَى الزَّلَلا