للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَوى في ظهورِ الطيِّبينَ يَصُونُهُ ... وديعةُ سرٍّ صار بالبعثِ فاشيا

وخصَّ بطونَ الطيِّباتِ بحَمْلِهِ ... ليَحْمِلنَ فَرعًا بالسّيادةِ زاكيا

به وَزَنَ اللهُ الخلائقَ كلَّهم ... فألفاهُ فيهمْ راجحَ الوزنِ وافيا

وأنقَذَنا من نارِه بظهورِهِ ... ولولاه كان الكلُّ بالشِّرك صاليا

وآدمُ لمّا خاف يُجزى بذنبِهِ ... توسَّل بالمختارِ لله داعيا

فتابَ عليه اللهُ لمّا دَعَا بهِ ... وأدناهُ منهُ بعدَما كان نائيا

وقد يُهجَرُ المحبوبُ في حالةِ الرِّضا ... ويأبى الهوى ألّا يصدق واشيا

(وعينُ الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ... ولكنّ عينَ السُّخط تُبدي المَساويا) (١)

وأدرَكَ نوحًا في السفينةِ رعيُهُ ... فخلَّصه إذ كان في الموج جاريا

وما زالَ سامٌ وهْو ثاوٍ بظهرِهِ ... على أخوَيْهِ بالفضائل ساميا

فخُصِّص حتّى بالمكانِ كرامةً ... وأُسكِنَ في أعلى البلادِ مَراقيا

وأُنزِلَ حامٌ بالجنوبِ مجُانِبًا ... ويافثُ في أقصى الشمالِ مُوارِيا

وأُنزِلَ سامٌ للفضيلةِ وحدَهُ ... بأوسطِ معمورِ البلادِ الأعاليا

وبادَرَ جبريلُ الخليلَ لأجلِهِ ... ليحميَهُ إذ أبصَرَ الجمرَ حاميا

وُيخبَرُ في وقتِ البلاءِ يقينَهُ ... فصادَفَ وِرْدَ الخُلّةِ العذب صافيا

فقال له: هل تسالني كفايةً؟ ... فقال له حسبي ... كافيا (٢)

فكانت عليه النارُ بَرْدًا كما أتَى ... به وسَلامًا وهْي نارٌ كما هيا


(١) هذا البيت من مقطوعة لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر.
(٢) هكذا في الأصل، وفي البيت اختلال وسقط ظاهران.

<<  <  ج: ص:  >  >>