للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنّفُ عَفَا اللهُ عنه: كتبتُ هذا الأثَرَ على وَهْنِ (١) إسنادِه ونَكارته (٢) تبرُّكًا ورجاءً في الكونِ بمن شمِلَتْه الدّعوةُ النّبويّة فيما يؤثَرُ عنه من قولِه - صلى الله عليه وسلم -: "طُوبى لمن رآني ولمن رآى مَن رآني شرحتّى عيَّنَ سبعَ طبقات، فأنا -بالنظَر إلى إسناد هذا الحديث المتقدِّم- في الطبقة السادسة والحمدُ لله (٣).

وقرأتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه اللهُ بعدَ أنْ نقَلتُه من خطِّه (٤): قال ابنُ عبد المجيد شيخُنا رحمه الله -يعني أبا جعفر بنَ الجَيّار (٥) -: كتبتُ إليه -يعني أبا العبّاسِ هذا- أستشيرُه في العُزْلة، فكتَبَ إليّ ما نصُّه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، صَلّى اللهُ علىِ سيِّدِنا محمد وآلِه وسلَّم تسليمًا. {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [فصلت: ٣٠]. اللهُ وليُّ الفقيه الأبرّ الأعزّ أبي جعفر بن عبد المجيد عاجِلاً وآجلاً، بَلَغَني كتابُك الأنوَر أكرِم به من كتاب وبكاتبِه، وَصَّلَك اللهُ إلى مُرادِك منه، ثم جَرَّدك له من اختيارِك واختارَ لك في لطائفِه وشريفِ عوارفِه، ووَصَلَ أحوالَك وأنزَلَك منازلَ الصّالحينَ عندَه، وبَوَّأَك محَلَّ الصّدِّيقينَ لديه بكرَمِه، {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: ١٥٩]، ويعم ما قصَدتَ وإليه أشَرت ايدك اللهُ بنورٍ من عندِه، سيِّدي الموفَّقُ المُتبتِّل: الخَلوةُ من أشرفِ المقامات حِسًّا ومعنى، بدايتُها التسبُّبُ لها بمُفارقةِ الخَلْق من غير إضرارٍ بدِين أحد من خَلْق الله، ولا إخلالٍ بحقّ من حقوقِ الله، نفسُ الخَلوةِ مقدارًا ما من ليل أو نهار بلا عملٍ: عملٌ، فكيف إذا انضافَ إليها ركوع أو قراءةُ قران أو فكرةٌ في علم حقٍّ أو نظرٌ في كتاب من عِلم حقّ؟ ثم إذا وَجَدَ العبدُ برَكتَها حُبِّبت إليه،


(١) في الأصل: وهذا.
(٢) نصف الكلمة مخروم في الأصل.
(٣) إن المرء ليعجب كيف يصدق بعض أهل العلم مثل هذه الترهات الواهيات.
(٤) انظر برنامج الرعيني، ص ١٥٦.
(٥) ستأتي ترجمته في هذا المجلد برقم (٣٣٥) واسمه: أحمد بن عبد المجيد بن سالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>