للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم اقتفَى عُمَرُ الشّرقِيّ (١) نظْمَهُ ... أبْدَى البيانَ بخيرِ نظمٍ صادعِ:

"وكمالهُا طُرُزٌ لكي تزهَى بهِ ... وطِرازُها يا ذا العُلى بالطابَعِ"

وتلا ابنَ جَنّانٍ سَنِيَّ مقالِهمْ ... ونَحا اقتداء بالنبيِّ الشارعِ:

"والخَتْمُ للمكتوبِ تكرمةٌ لهُ ... وكذا رَوَيْناهُ عنَ اكرم شافعِ"

فرأى المُيَمَّنُ ذو المكارم والنَّدى ... تذييلَها كيما تُزانُ برابعِ

فأجَبْتُهُ عملًا بآراءٍ لهُ ... حرَّكْنَ مني حُسنَ نظمٍ ناصعِ

فالمهتدونَ قدِ اقتَفَوْا آثارَهُ ... من صاحبٍ صَدَقَ المقالَ وتابِعِ

فابعَثْ إلينا طابعًا نختِمْ بهِ ... عملًا بتحريض الرسُولِ الوازعِ

والصحْبُ قد وافَوْا بتذييل بهِ ... صَدَعوا البيانَ بكلِّ سحرٍ ماصعِ

ومضَتْ لنا أيامُ أُنْسٍ أبهجَتْ ... أوقاتُها بتقاوُلٍ وتراجُع

وبنَشْرِ آدابٍ بدَتْ درَجاتُها ... [في الارتفاع كمثلِ نَجْمٍ طالعِ]

وبجَمْعِنا عبدَ الإلهِ القابسي ... نَجْلَ المُعزِّ [......] (٢)

بالشَّرقِ (٣) طابَ ولادةً ونَجابةً ... وروايةً ودرايةً [......]

يُبدي لنا شعرًا قدَ احْكَمَ رَصْفَهُ ... بعَروضٍ اختُرِعت [......]


(١) مكسور، وفوق كلمة الشرقي في الأصل كلمة "كذا" ويجوز أن تكون: "اشرقيٌّ"، وهي الصيغة البربرية للكلمة وبها يستقيم الوزن.
(٢) محو تام، وربما كان فيه فائدة في التعريف بالشخص المذكور، ونخمن أن تكون القافية هكذا: جامع أو مدافع. وعلى هذا التخمين يمكن أن يكون هذا السيد القابسي من بني جامع أمراء قابس الذين انتهت إمارتهم على يد الموحدين وكان آخرهم الأمير مدافع.
(٣) المقصود بالشرق هنا البلدان الواقعة شرق المغرب الأقصى أي بلدان المغرب الأوسط وما وراءه حتى إفريقية؛ وذلك لأن الشخص المشار إليه هنا منسوب إلى قابس.

<<  <  ج: ص:  >  >>