للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يَرْوِها الأدباءُ عن شُعرائهم ... فاعجَبْ لأشعارٍ بنَظْم [......] (١)

لا بالعَروضِ ولا اللّغاتِ تسَرْبَلَتْ ... لكن مَعانيها كسُمٍّ ناقعِ (٢)

تُبدِي لنا غُرَرَ البيانِ مَشُوبةً ... بمواعظٍ فاضَتْ بهنّ مدامعي

وإذا يُهاجي ماجنًا كوميُّنا ... يُجرِي الشؤونَ بكلِّ دمعٍ هامعِ

طِيبًا وضِحْكًا لا يقاسُ بطيِّبٍ ... إلا بأخلاقِ الرئيسِ الفارعِ

أبكارِ كلِّ فضيلةٍ موروثةٍ ... عن والدٍ في العلم بحرٍ واسعِ

ذاك الإمامُ المعتزي لعلومِه ... إيضاحَ لَبْسِ نوازلٍ وشرائعِ

الزاهدُ الوَرِعُ المسَمَّى أحمدًا (٣) ... شمسُ الهدى علمًا وطِرسَ منافع

من كان يَروي بالمكارم غُلّةً ... قد كان يُروَى علمَ شرعٍ نافعِ

ما زال صَدْرًا في العلوم وفي النَّدى ... بحرًا يفيضُ لآمِلٍ ولسامعِ

وأتى لنا من بعدِه نُجَباؤهُ (٤) ... فاقوا الوَرى بمكارمٍ ومَنازعِ

أبقاهمُ اللهُ وآمَلَ جُودَهمْ ... يحيا ببرٍّ دائمٍ مُتتابعِ

وأدام يعقوبًا (٥) لنا في غِبطةٍ ... يحيا بنَصْرٍ للمُضاهي سافعِ

وعَدَاهُ بينَ مقتَلٍ ومجَدَّلٍ ... ومقرَّنٍ بسلاسلٍ ومجامعِ


(١) محو تام في الأصل.
(٢) يبدو من الأبيات أن الشخص المذكور كان يقول شعرًا على طريقة أشعار العرب وأهل الأمصار العربية التي تحدث عنها ابن خلدون في مقدمته.
(٣) هو اسم والد الممدوح وقد تقدمت الإشارة إلى ترجمته.
(٤) يفهم من هذا أن الملياني الممدوح كان له إخوة وربما كانوا معه في أغمات ولا نعرف منهم إلا عليًّا والد أحمد الملياني صاحب الفعلة المشهورة.
(٥) هو الخليفة أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني ولي نعمة الممدوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>