للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجميع أقطارِ الوَرى في حُكمِهِ ... والسَّعدُ عنه الدهرَ أعظمُ دافعِ

فلم يرفَعْ أبو عليّ بها رأسًا، واتّخَذَ قصيدتي سميرًا ونَجِيًّا وأُنْسًا، يُوالي مطالعتَها، ولا يَسأمُ مُراجعتَها، وكلّما رجَعَ لها بصَرَه، وأعاد فيها نظَرَه، زاد بها شَغَفًا، وشاد لها شَرَفًا، فنَفَقَ سُوقُها، وشُهِرَ سموُّها على أترابِها وبُسُوقُها، وانتَهَت شهادتُه باستحسانِها إلى الشّيخ الأديب الحَسِيب أبي عليّ حَسَن بن [] بن أبي الطاهر (١)، فنَظَمَ في معارضتِها هذه القصيدةَ ورَفَعَها إليه، ونقَلتُها من خطِّ ناظمِها

[من الكامل]:

يا خيرَ مُصْغٍ للقريضِ وسامعِ ... وأجلَّ مَن بَذَلَ النَّوالَ لقانعِ

.......................... ... كزهْوِ كواعبٍ ببَراقعِ

............. وما ستَرتْهُ مِن ... غَدْرِ حِسَانٍ كالشّموس طَوالعِ

[......] أبا عليٍّ إنّها ... بكَ جنّةٌ تَحْوي عذابَ مَشارعِ

... . ما تتّقيه وأهلُها ... فكأنّها الحَرَمُ الأمينُ لجازعِ

[وحكَمْتَها] بالعدلِ منك مُساويًا ... بينَ العزيزِ ديانةً والضّارعِ

[......] عين حَسُودِكمْ يا ذا العُلى ... وبقِيتَ من حَكَمٍ رِضًا متواضعِ

[......] تقِيٍّ زاهدٍ متورِّعٍ ... شَهْمٍ كمِيٍّ للشدائدِ دافعِ

حَبْرٌ نقابٌ عارفٌ متفنِّنٌ ... نَدْبٌ كريمُ مناقبٍ وطبائعِ

يلقَى العُفاةَ بمُجتَلًى متهلِّلٍ ... وبنائلٍ طمَّ الخَصاصةَ قانعِ

ويُريكَ نُورَ البِشرِ منه بشائرٌ ... تُدْني من الأمَلِ البعيدِ الشاسعِ

وإذا تقَدَّم للوغى فبِبأسِهِ ... لعداته فيها عداد مصارعِ


(١) لم نقف على ترجمته ولعل له صلة بالشريف أبي الطاهر المترجم في عنوان الدراية: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>