للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبسوطةَ بحبِّ بني السِّبْطَيْن؛ واللهُ تعالى يصلُ أسبابَ الرجاء في فضلِه العميم، ويُصَلّي على محمدٍ وعلى أهل بيتِه الكريم، وهو سبحانَه يُديمُ لكم أيها السيِّدُ الأعلى عُلوَّ المراتب، ومَتْلوَّ المناقب، ويمتِّعُ الوجودَ منكم بالعِلم المُناكِب، لأوْج الكواكب. بمَنِّه.

ولمّا ورَدَ غَرنْاطةَ لقِيَ بها أبا الحَسَن سَهْلَ بن مالك، فشاهَدَ منه الجلالَ يَعبُقُ نَشْرُه، والإقبالَ يتألقُ بِشْرُه، والنّوالَ يتدفّقُ بحرُه، والكمالَ أربَى على خُبرِه خَبْرُه، ولمّا ارتَوى من لقائه، واحتَوى على ما استفادَه من تِلقائه، كرَّ راجعًا إلى سَبْتةَ مؤمِّلَا الوِفادةَ على حضرةِ مَرّاكُش، وكان بسَبْتةَ حينَئذٍ الشّيخُ أبو الحَسَن الرّعَيْنيّ فسأل [منه كَتْبَ إعلامٍ إلى أهل] مَرّاكُش فوعَدَه بذلك ثم شَغَلَه عنه شواغلُ ما [كان بصَدَدِه من الانتقال] إلى مَرّاكُش، فكتَبَ نَجْمُ الدِّين إليه ليَستنجِزَ وعْدَه

[من الوافر]:

[تُذكِّرُنا] الرِّقاعُ إذا نَسِينا ... ونَكتُبُ كلّما غَفَلَ الكرامُ

[وإنّ الأُمَّ] لم تُرضعْ فتاها ... معَ الإشفاقِ لو سَكَتَ الغلامُ (١)

فأجابُه أبو الحَسَن [من الوافر]:

[عَذِيرُك] يا ابنَ خيرِ الخَلْق طُرًّا ... فإنّ العُذرَ يقبَلُهُ الكرامُ (٢)

ولكنْ عاقَني شُغلٌ توالَى ... ففي اليدِ والفؤادِ لهُ ازدحامُ

وأصحَبَه أبو عبد الله ابنُ الجَنّان أيضًا رسالةً إلى أبي المُطرِّف بن عَمِيرةَ وهو قاضِ بِسَلا ورِباطِ الفتح يُعلِمُه بشأنِه، ومحَلِّه من الفضلِ ومكانِه، وهي هذه

[من الطويل]:

أيا راكبًا نحوَ الرّباطِ ولي بهِ ... حبيبٌ رباطُ الصبّرِ حُلَّ لبُعْدِهِ

رُوَيْدَك أُودِعْك السلامَ رسالةً ... إلى وُدِّه فامنُنْ عليَّ وأدِّهِ


(١) يبدو أن البيتين من نظم المذكور.
(٢) بعد هذا بياض في الأصل مقداره بيتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>