للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبُثَّ، وُقيتَ البَثَّ، آثارَ لوعتي ... ووَجْدي وما بي من غرامٍ لمجدِهِ

وقُلْ: يا ابنَ عمّي لو رأيتَ الذي .. لفَقْدِ التّداني كنتَ تخشَى لفَقْدِهِ

وبالله يا نَجْلَ الشفيعِ شفاعةً ... ليُحفظَ قلبي لا أقولُ برَدِّهِ

كتابي هذا يحمِلُه إلى سيِّدي الحاملُ من العلوم لواءها، ومن المكارم أعباءها، أبقى اللهُ كمالَه محروسَ السَّناء، مأنوسَ الفِناء، مقبوسَ الأضواء، نَجْمٌ في الآفاقِ سارٍ، وفي مطالع الإشراق معَ الخُنَّس الجَواري حارٍ، وهو نَجْمُ الدّين ابن مُهذِّبِه، الشريفِ الذي تعنقُ بسِرْبِه، نَجْل السيِّد الذي تعِزُّ قُريشٌ بسيادتِه، وتقَرُّ عينُ المجدِ النّبويِّ والجدِّ العَلَويِّ بمَجادتِه، زاده اللهُ تألقًا وسَنًا، وقَدَّس أبوَيْه عليًّا وحَسَنًا، وإنه لذو شِيَم عَلَويّة، وحِكَم نَبَويّة، وآدابٍ محاسنُها تجمَعُ محاسنَ الزّمن، وصنائعُها تُطلِعُ في القِرطاس صنعاءَ اليمن، ومعَ ذلك رِقّةٌ كرقّةِ النّسيم، وعُذوبةٌ كعذوبة التّسنيم، وما شاء الشَّرفُ من خُلُقٍ سَنِيّ، وخَلْق حَسَنيّ، وهمّةٍ تكلَفُ بالعُليا، وتعتسفُ المجاهلَ لتُعلمَ أعلامَ الدنيا، ولمّا سَمِع وصْفَ ذلكم الكمالِ فَراقَه، استَسْهلَ بتدانيهِ نزوحَ الوطنِ وفِراقَه، فتحمَّلَ إليه ليحمِلَ عنه ما يُتحِفُ به حجازَهُ وعِراقَه، وحين أخبِر بانتمائكم لذلكم الحَيِّ من قُريش، قال: أيْشٍ أطلُبُ غيرَ لقاءِ ابن العمِّ؟ فيا طِيبَ العَيْش، آنَسُ بقُرباه وقُربِه، وأَصُولُ على الأيام بحِزبِه؛ فقلتُ له عندَما أزمَعَ السَّير وقال: أمَلي لقاءُ المخزومي: سلِّمْ يا نَجْمُ على من يكتحلُ بسَناك ويقول عندَ لُقْياك: تبارَكَ من [خَلَقَك فسَوّاك] فبجَدِّك الرسُول صلَواتُ الله عليه وسَلامُه، وبأهل البيتِ الذين بهم مُقامُه ومَقامُه، إذا استقَرَّت بك منازلُ قاضينا الفاضل وخِيامُه، وتَجارَى في حَلَبةِ أولي المحبّة كلامُك وكلامُه؛ فقرِّرْ عندَه ما عندي وثبِّتْه، وأغرِسْهُ في ثَرى أطيب أرضٍ لديه وأنبِتْه؛ وقُلْ له: هو فيك كما عَهِدتَه متشيِّع، وبرفضِ ما سوى إمارتكَ في البلاغة متشرِّع، ليَعلمَ أنّ الأيامَ لم تُكَدِّرْ صفائي، ولم تنقُصْ وفائي، ولم تنقُضْ عهدَ خُلَصائي، فضَمِنَ ليَ التبليغَ الذي يُرضيني، وتكفَّل بأكثرَ ممّا يقولُه لساني وتخُطُّه يميني، فقلتُ: الآنَ بَلَغْتُ بُغيةً وسؤلًا، وشُرفْتُ بأن وجَدتُ إليكم منَ ابنِ عمِّ الرسُول رسولًا، فالحمدُ لله عليها

<<  <  ج: ص:  >  >>