للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعمةً جَلّت صورةَ فَرَحي، وتَلَتْ سَوْرةَ مقترَحي، وهذا الشريفُ الماجد، المنسوبةُ إليه المحامد؛ مليءٌ بأخبارِ المشرِق المُشرق، والشّرقِ الشَّرِق، فخُذوا عن العدلِ من بني السِّبْطَيْن، حديثَ الشرقَيْن؛ إن شاء الله.

ولمّا احتَلّ برباطِ الفتح شاهَدَ من قاضيه أبي المُطرِّف رَوْضَ الأُنس ومُنى النْفس، [ومقصِدَ] الواردِ والوافد، وعالَمَ السّراوةِ جُمِع في شخصٍ واحد، وتشَوَّف للوِفادة على حضرةِ مَرّاكُشَ منتهى الرغائب، وجامعةِ أشتاتِ الغرائب، السائرةِ الذِّكرِ في الآفاق، المُنسِيةِ ببهجتِها وضخامةِ مملكتِها دمشقَ الشام وبغدادَ العراقً؛ فأصحَبَه أبو المُطرِّف كُتُبَ تعريفٍ وإعلام، إلى بعض مَن بها من السُّراةِ الأعلام، فكتَبَ إلى رئيس الكتّاب وعميدِ الآداب، وجامعِ ضروب الإحسان، أبي العلاء محمد بن أبي جعفر بن حَسّان (١) [من الكامل]:

يا ابنَ الوصيِّ إذا حمَلتَ وصيّتي ... أوجَبْتَ حقًّا للحقوق يُضافُ

وتحيّتي كلُّ التّحايا دونَها ... وكذاك دونَ رسُولِها الأشرافُ

أحسِنْ بأنْ تلقَى ابنَ حَسّانٍ بها ... مهتزّةً لورودِها الأعطافُ

كالرَّوض باكَرَهُ النّدى فلِقُرْبِها ... يا ابنَ النبيِّ على النّديِّ مَطافُ

وعَلاك إنّ أبا العَلا ومكَانَهُ ... يُلفَى (٢) به الإسعادُ والإسعافُ

[مَن فيه للزّور ارتياحةُ] ماجدٍ ... من زورِها وأبيك ليس يخافُ

[وأحقُّ من عَرَفَ] الكرامَ بوصفِهمْ ... مَن جُمِّعت منهمْ به أوصافُ

[هذه يا سيّدي] تحيّة، تجبُ لها إجابةٌ وَحِيّة (٣)، وتَصلُحُ بها هشاشةٌ وأريحيّة،


(١) هو الكاتب الطبيب الأديب، خدم بصناعة الطب الخليفة المستنصر الموحدي وأصبح في آخر حياته كاتبًا في بلاط الرشيد الموحدي (ت ٦٤١ هـ) انظر ترجمته في القدح المعلى ١٢٦ - ١٢٧ وعيون الأنباء ٣/ ١٢٩، وهذه الرسالة موجودة في نفح الطيب ٣/ ١٤٥ - ١٤٦.
(٢) في رسائل ابن عميرة: "يلقى".
(٣) وحية: مستعجلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>