للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيري بهذا الكلام يُرمَى ... فإنّ مَغْزاهُ غيرُ هَيْن

لا يَدخُلَنَّ العدوُّ جهلًا ... في الحُبِّ ما بينَهُ وبيني

فحُبُّ آلِ النبيِّ زَيْنٌ ... وبُغضُهمْ شَيْنُ كلِّ شَيْنِ

صدَقتُ في قولتي ومثلي ... مهما يقُلْ قال غيرَ مَيْنِ

حَسْبُك منّي هذا وحَسْبي ... بكاءُ عيني بمثلِ عَيْنِ

وقولُ أبي عليّ ابن حازم (١) [من مخلع البسيط]:

وهل لِباسُ السوادِ إلّا ... شعارُ حُزنٍ لا زيُّ زَيْن

كأنّ عَيْنيَ بعدَ رُزْئي ... بمقتلِ السِّبطِ تحتَ دَيْنِ

يُقضَى غريمُ الغرام دمعًا ... كالتِّبرِ ذَوْبًا لا كاللُّجَيْنِ

لو أنّني يومَ كَرْبَلاءِ ... شهِدتُ ما حان فيه حَيْني

حتى أُبيدَ العِدى ضِرابًا ... بالسّيفِ طَوْرًا وبالرُّدَيْني

وقولُ أبي الحَسَن حازمِ (٢) بن حازم [من مخلع البسيط]:

أمَا تَراها تسِحُّ دمعًا ... كأن عَيْني بكَتْ بعَيْن

والدمعُ مما يُدل أنّ الـ ... ـحِدادَ للحُزنِ لا لزَيْنِ

إنّ مصابَ الحُسين رُزْءٌ ... فَرَّقَ بينَ العَزا وبيني

حُبِّبَ لونُ الشبابِ عندي ... وصُحِّف الشَّيبُ لي بشَيْنِ

حتى كأنّ المشِيبَ صُبحٌ ... سَقَى حُسَينًا كؤوسَ حَيْنِ


(١) هو أبو علي الحسن بن محمد بن حازم، وهو أخو حازم القرطاجني، وقد عاش هو وأخوه مدة في مراكش خلال عهد الرشيد الموحدي، ولهما فيه أمداح، وذلك قبل أن ينتقلا إلى تونس (انظر اختصار القدح: ٢٠ ونفح الطيب (الفهرس))
(٢) انظر في حازم القرطاجني دراسة الشيخ الدكتور ابن الخوجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>