للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنشَقُ مِسكًا تُبّتيًا كأنمّا (١) ... نَوافجُه (٢) جاءت به ولطائمُهْ

وممّا دَعاني والدواعي كثيرةٌ ... إلى الشّوقِ أنّ الشّوقَ ممّا أُكاتمُهْ

مثالٌ لنَعْلَيْ مَن أُحبُّ حَذَيْتُهُ (٣) ... وها أنا في يومي وليليَ لاثمُهْ

أجُرُّ على رأسي ووجْهي أديمَهُ ... وألثُمُهُ طَوْرًا وطَوْرًا أُلازمُهْ

صَبابةَ مشتاقٍ ولَوْعَةَ هائمٍ ... نعَمْ، أنا مشتاقُ الفؤادِ وهائمُهْ

كأنّ مثالَ النَّعلِ محِرابُ مسجدٍ ... فؤاديَ (٤) فيه شاخصُ الطَّرفِ دائمُهْ

أمثِّلُهُ في رِجْل أكرم مَنْ مشَى ... فتُبصرُه عيني وما أنا حالمُهْ

أصُكُّ به خَدّي وأحسَبُ وقعَهُ ... على وجْنَتي خَطْوًا هناك يُداومُهْ

ومَن لي بوَقْع النَّعل في حُرِّ وَجْنتي ... لِماشٍ علَتْ فوقَ النجوم بَراجمُهْ

تَفيضُ دموعي كلَّما لاحَ نورُهُ ... بكاءَكَ للبَرْقِ (٥) الذي أنت شائمُهْ

فيا دمعَ عيني أنت تمنَعُ ناظري ... نعيمًا به فارفُقْ فإنّكَ ظالمُهْ

ويا حَرَّ قلبي أنت تحرمُ باطني ... لصُوقًا به فاسكُنْ لعلَّكَ راحمُهْ

سأجعَلُه فوقَ الترائبِ عَوْذةً (٦) ... لقلبي لعلَّ القلبَ يُطفَأُ (٧) جاحِمُهْ

وأربِطُه فوقَ الشؤونِ تميمةً ... لجَفْني لعلّ الجَفْنَ يَرقأُ ساجمُهْ

ألا بأبي تمثالُ نَعْل محمدٍ ... لقد طابَ حاذيهِ وقُدِّس خازمُهْ (٨)


(١) في فتح المتعال: "طيبًا وكأنما"، وكذلك في المواهب اللدنية.
(٢) في فتح المتعال: "نوافخه"، وهو تصحيف.
(٣) في ق: "حويته"، وكذلك في فتح المتعال.
(٤) في فتح المتعال: "فوجهي".
(٥) في فتح المتعال:"يكابد ذا البرق"، وهو تحريف.
(٦) في فتح المتعال: "عودة".
(٧) في فتح المتعال: "يبرد".
(٨) خزم شراك النعل: ثقبه وشدّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>