صَدَّقَ كذابًا بلا حُجَّةٍ ... أوْلى بها بل قولُه الرِّيحُ
الحمدُ لله الذي عندَه الـ ... ـخَيْرُ ومن رحمتِه الرِّيحُ
يُرْسِلُها بينَ يدَيْ غَيثهِ ... بُشْرى لنا يا حَبَّذا الرِّيحُ (١)
[الخفيف]:
[٥٤ ب] سهِرَتْ أعيُنٌ ونامت عيونُ ... في أمورٍ تكونُ أو لا تكونُ
فاطْرُدِ الهمَّ ما استطعْتَ عن النفْـ ... ـسِ فحِملانُكَ الهمومَ جنونُ
إنّ رَبًّا كفاكَ بالأمسِ ما كا ... ن سيكفيك في غدٍ ما يكونُ
وُلد أبو محمد قريبَ ظُهرِ يوم الاثنينِ لثمانٍ بقِينَ من ذي قَعْدةِ عام ستةٍ وخمسينَ وخمس مئة، وتوفِّي سَحَرَ ليلةِ السبت أو فجْرَ يومِها، ودُفن إثْر صلاةِ عَصْره لسبعٍ خَلَوْنَ من شهرِ ربيعٍ الآخِر سنةَ إحدى عشْرةَ وست مئةٍ وله أربعُ وخمسونَ سنةً وأربعةُ أشهر ونصفُ شهر.
وكان قد جرَتْ بينَه وبينَ أبي عامرٍ محمد بن عليّ بن الحُسَين بن عُبَيدِ الله بن حَسُّونَ أيام ولايته -قيادةً وعملًا- مالَقةَ في أيام الناصِر من بني عبد المؤمن، مُنافرةٌ لإنكارِه على ابن حَسّونَ كثيرًا من أعمالِه، ويقال: إنّ تلك المقاطعةَ كانت سببَ تأخير الأستاذ أبي محمد عن الخُطبة بسَعْي ابن حَسُّونَ عليه في ذلك وتمكُّنِ جاهِه حينَئذٍ، وكانت ولايتُه مالَقةَ نحوَ عشرينَ سنة، واستمرَّت تلك المُنافرةُ
(١) بعد هذه الأبيات سقط قدر من ترجمة ابن القرطبي، وهو متصل بقضية التنبؤ التي وصلت من الهند، والأبيات التالية من شعر ابن القرطبي وقد تدل على مشاركته في استنكارها. انظرها في تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٩٧.