للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: فجعل يلقيهم في تلك الأخدود، قال:

يقول الله تبارك وتعالى فيه:

{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨)} (البروج)!

قال: فأماّ الغلام فإِنه دُفن، قال:

فيُذكر أنه أُخرج في زمن عُمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، إِصبعه على صُدغه، كما وضعها يوم قتل (١)!

تلك قصة أصحاب الأخدود، التي نزلت في شأنها تلك الآيات من سورة (البروج). . وهي التي وردت في تثبيت المؤمنين (٢)، وتصبيرهم على أذى أهل مكّة، وتذكيرهم بما جرى على من تقدّمهم من التعذيب على الإيمان، حتى


(١) مسلم: ٥٣ - الزهد والرقائق (٣٠٠٥)، وأحمد: ٦: ١٧ - ١٨، وعبد الرزاق (٩٧٥١)، والترمذي (٣٣٤٠)، وصحيح الترمذي (٢٦٦١)، والبزار (٢٠٩١)، والطبري: التفسير: ٣٠: ١٣٣ - ١٣٤، والنسائي: التفسير (٦٨١)، والكبرى (١١٦٦١)، وابن حبان (٧٣١٩)، والطبراني (٧٣١٩)، وأيضاً (٧٣٢٠) من طريق معمر، وأبو عوانة، كما في إتحاف المهرة: ٦: ٣١٥ من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت به!
وسياق معمر ليس فيه صراحة أن سياق هذه القصة من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال الحافظ ابن كثير: التفسير: ٨: ٣٨٩، وقال: قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزّي: فيحتمل أن يكون من كلام صهيب الرومي، فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى، والله أعلم!
وقال الحافظ ابن حجر: الفتح: ٨: ٦٩٨ صرّح برفع القصة بطولها حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم، والنسائي، وأحمد، ووقفها معمر، عن ثابت، ومن طريقه أخرجه الترمذي!
(٢) تفسير الفخر الرازي: ٣١ - ١١٦ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>