للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتطالعنا سورة البروج بقول الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣)} (البروج)!

وهنا نبصر حقائق العقيدة، وقواعد التصوّر الإيماني .. ونبصر أضواء قويّة بعيدة المدى، وراء المعاني والحقائق المباشرة التي تعبّر عنها تلك الآيات .. حتى لتكاد كل آية -وأحياناً كل كلمة في الآية- أن تفتح كوّةً على عالم مترامي الأطراف من الحقيقة. (١)!

والحادث المباشر هو حادث أصحاب الأخدود!

والموضوع هو أن فئة من المؤمنين السابقين على الإِسلام الذي بعث الله به محمداً خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - وعلى إخوانه من الرسل والأنبياء .. قيل: إنهم من النصارى الموحّدين (٢)، ابتلوا بأعداء لهم طغاة بغاة عتاة، أرادهم على ترك دينهم -كما أسلفنا- فأبوا وتمنعوا بعقيدتهم، فشق الطغاة البغاة العتاة لهم شقًّا في الأرض، وأوقدوا فيه النار، وكبّوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقاً، على مرأى من المجموع التي حشدها المتسلّطون، لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة البشعة!

ونعود إلى مفتتح السورة .. نعود فنجد الارتباط بين الأمور الثلاثة المقسم بها (٣): {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}!

ونجد الإقسام بها متناولاً لكل موجود في الدنيا والآخرة .. وكلٌّ منها آية


(١) في ظلال القرآن: ٦: ٣٨٧١.
(٢) انظر: تفسير الطبري: ٣٠: ١٣٢، والشوكاني: ٥: ٤١٣.
(٣) بدائع التفسير: ٥: ١٧٠ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>