والثاني: العاملون في ذلك، بخلاف ذلك!
وقال الطّيبي: يؤخذ منه أربعة أصناف:
فمن أكل منه أكل مستلذّ مفرط منهمك، حتى تنتفخ أضلاعه، ولا يقلع فيسرع إليه الهلاك.
ومن أكل كذلك، لكنه أخذ في الاختيال لدفع الداء، بعد أن استحكم فغلبه فأهلكه!
ومن أكل كذلك؛ لكنه بادر إلى إزالة ما يضّره، وتحيّل في دفعه حتّى انهضم فيسلم!
ومن أكل غير مفرط ولا منهمك؛ وإنما اقتصر على ما يسدّ جوعته ويمسك رمقه!
فالأول مثال الكفار!
والثاني مثال العاصي الغافل عن الإقلاع والتوبة، إلا عند فوتها!
والثالث مثال للمخلط المبادر للتوبة، حيث تكون مقبولة!
والرابع مثال الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة.
وبعضها لم يصرّح به في الحديث، وأخذه عنه محتمل!
ثم قال: وقال الزين بن المنير: في هذا الحديث وجوه من التشبيهات بديعة:
أوّلها: تشبيه المال ونموّه بالنبات وظهوره!
ثانيها: تشبيه المنهمك في الاكتساب والأسباب بالبهائم المنهمكة في الأعشاب!
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute