وثالثها: تشبيه الاستكثار منه، والإدخال له، بالشره في الأكل والامتلاء منه!
ورابعها: تشبيه الخارج من المال، مع عظمته في النفوس، حتى أدى إلى البالغة في البخل به، بما تطرحه البهيمة من السلح، ففيه إشارة بديعة إلى استقزاره شرعاً!
وخامسها: تشبيه المتقاعد عن جمعه وضمه؛ بالشاة إذا استراحت؛ وحطَّت جانبها، مستقبلة عين الشمس؛ فإنها من أحسن حالاتها سكوناً ومسكينة، وفيه إشارة إلى إدراكها لمصالحها!
وسادسها: تشبيه موت الجائع المانع بموت البهيمة الغافلة عن دفع ما يضرها!
وسابعها: تشبيه المال بالصاحب الذي لا يؤمن أن ينقلب عدوًّا، فإن المال من شأنه أن يحرز، ويشدّ وثاقه، حبًّا له، وذلك يقتضي منعه من مستحقّه، فيكون سبباً لعقاب مقتنيه!
وثامنها: تشبيه آخذه بغير حق بالذي يأكل ولا يشبع!
وقال الغزالي: مثل المال مثل الحيّة التي فيها ترياق نافع، وسمٌّ ناقعٌ، فإن أصابها العارف الذي يحترز عن شرّها، ويعرف استخراج ترياقها، كان نعمة، وإن أصابها الغبيّ فقد لقي المهلك!
قال ابن حجر: وفيه التحذير من المنافسة في الدّنيا، وفيه استفهام عما يشكل، وطلب الدليل لدفع المعارضة، وفيه تسمية المال خيراً، ويؤيده قوِله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)} (العاديات)! وقوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا ...}(البقرة: ١٨٠)!