للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه ضرب المثل بالحكمة، وإن وقع في اللفظ ذكر ما يستهجن، كالبول، فإن ذلك يغتفر لما يترتب على ذكره من المعاني اللائقة بالمقام!

وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينتظر الوحي، عند إرادة الجواب، عما يُسأل عنه، وهذا على ما ظنّه الصحابة!

ويجوز أن يكون سكوته، ليأتي بالعبارة الوجيزة الجامعة المفهمة.

وقد عدّ ابن دريد هذا الحديث، وهو قوله: "إِن مما ينبت الرّبيع يقتل حبطاً أو يلم" من الكلام المفرد الوجيز، الذي لم يُسبق - صلى الله عليه وسلم - إلى معناه، وكل من وقع شيء منه في كلامه، فإنما أخذه منه!

ويستفاد منه: ترك العجلة في الجواب، إذا كان يحتاج إلى التأمل!

وفيه لوم من ظن به تعنّت في السؤال، وحمد من أجاد فيه!

وفيه تفضيل الغنيّ على الفقير، ولا حجّة فيه؛ لأنه يمكن التمسّك به، لمن لم يرجّح أحدهما على الآخر!

والعجيب أن النووي قال: وفيه حجّة لمن يرجّح الغنيّ على الفقير. (١)

قال ابن حجر: ولا حجّة فيه؛ لأنه يمكن التمسّك به لمن لم يرجّح الغنيّ على الفقير .. ثم قال: والتحقيق أنه لا حجّة فيه لأحد القولين!

وفيه أن المكتسب المال من غير حله لا يبارك له فيه، لتشبيهه بالذي يأكل ولا يشبع!

وفيه ذمّ الإسراف، وكثرة الأكل والنهم فيه، وأن اكتسابه من غير حلّه،


(١) السابق: ٢٤٩، ومسلم بشرح النووي: ٧: ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>