للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحذّرهم في الثانية من اتّباع خطوات الشيطان، ويستجيش ضمائرهم ومشاعرهم، ويستثير مخاوفهم بتذكيرهم بعداوة الشيطان لهم .. تلك العداوة الواضحة البيّنة، التي لا ينساها إلا غافل .. ثم يخوّفهم عاقبة الزلل بعد البيان:

{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٠٩)}!

وتذكيرهم بأن الله تعالى {عَزِيزٌ} يحمل التلويح بالقوّة والقدرة والغلبة، وأنهم يتعرّضون لقوّة الله حين يخالفون عن توجيهه!

وتذكيرهم بأنّه جلّ شأنه {حَكِيمٌ} فيه إيحاء بأن ما اختاره لهم هو الخير، وما نهاهم عنه هو الشرّ، وأنهم يتعرّضون للخسارة، حين لا يتبعون أمره، ولا ينتهون عما نهاهم عنه، فالتعقيب بشطريه يحمل معنى التهديد والتحذير في هذا المقام!

هذا وحسبنا أن كلمة (سلام) قد وردت في القرآن الكريم أكثر من أربعين مرّة، فضلًا عن مادّة تلك الكلمة التي ذكرت أكثر من ذلك في الكتاب والسنة الصحيحة!

وهي تحمل أواصر القربى بين الناس، وتدعوهم إلى أن يعيشوا على هذه الأرض إخوة متعاونين لا متعادين، ومتراحمين لا متزاحمين!

والسلام اسم من أسماء الله تعالى:

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣)} [الحشر: ٢٣]!

<<  <  ج: ص:  >  >>