للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمّا الذين لا يهتدون بهدي القرآن، فهم متروكون لهوى الإنسان .. العجول .. الجاهل بما ينفعه وما يضرّه .. المندفع الذي لا يضبط انفعالاته، ولو كان من ورائها الشرّ كله:

{وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (١١)} {الإسراء)!

ذلك أنه لا يعرف مصائر الأمور وعواقبها، ولقد يفعل الفعل وهو شرّ، ويعجل به على نفسه وهو لا يدري، أو يدري ولكنه لا يقدر على كبح جماحه وضبط زمامه .. فأين هذا من هدي القرآن الثابت الهادئ الهادي؟!

ألا إنهما طريقان مختلفان: شتان شتان .. هدي القرآن، وهوى الإنسان!

ومن الإشارة إلى الإسراء وما صاحبه من آيات. والإشارة إلى نوح عليه السلام ومن حُملوا معه من المؤمنين .. والإشارة إلى قصّة بني إسرائيل، وما قضاه الله لهم في الكتاب، وما يدل عليه هذا القضاء من سنن الله في العبادة ومن قواعد العمل والجزاء .. والإشارة إلى القرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم!

من هذه الإشارات إلى آيات الله التي أعطاها، ينتقل السياق إلى آيات الله الكونيّة في هذا الوجود، يربط بها نشاط البشر وأعمالهم، وجهودهم وجزاءهم، وكسبهم وحسابهم، فإذا نواميس العمل والجزاء والكسب والحساب، مرتبطة أشدّ ارتباط بالنواميس الكونيّة الكبرى، محكومة بالنواميس ذاتها، قائمة على قواعد وسنن لا تتخلّف، دقيقة منظمة دقة النظام الكونيّ الذي يصرف الليل والنهار، مدبرة بإرادة الخالق الذي جعل الليل والنهار آيتين!

<<  <  ج: ص:  >  >>