إنهم انحرفوا عن رسالته، وكفروا بالحق الذي آمن به ودعا إليه!
إن موسى عليه السلام من المسلمين، فهل أتباعه -كما يزعمون- كذلك؟!
وهنا في هذا الموقف الرهيب الرعيب تنادي كل جماعة، ليسلّم لها كتاب عملها وجزائها في الدار الآخرة .. فمن أوتي كتابه بيمينه فهو فرح بكتابه يقرؤه ويتملاّه .. ويوفَّى الأجر! ومن عمي في الدنيا عن دلائل الحق -كهؤلاء اليهود ومن على شاكلتهم- فهو في الآخرة أعمى عن طريق النجاة، وأضلّ سبيلاً .. وجزاؤه معروف!
ولكن السياق يرسمه في هذا المشهد المزدحم المهيب، الهائل الرعيب، أعمى ضالاًّ يتخبّط، لا يجد من يهديه ولا من يهتدي به، ويدعه كذلك، لا يقرّر في شأنه أمراً هنا؛ لأن مشهد العمى والضلال في ذلك الموقف العصيب الرهيب هو وحده جزاء مرهوب، يؤثر في القلوب!
ويستعرض في الموقف كيد المشركين للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومحاولة فتنته عن بعض ما أُنزل إليه، ومحاولة إخراجه من مكة، ولو أخرجوه قسراً -ولم يخرج هو مهاجراً بأمر الله- لحلّ بهم الهلاك الذي حلّ بالقرى من قبلهم، حين أخرجت رسلها أو قتلتهم، كما عرفنا في تاريخ اليهود!
ويأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يمضي في طريقه، يقرأ القرآن، ويقيم الصلاة، ويدعو الله أن يحسن مدخله ومخرجه، ويعلن مجيء الحق وزهوق الباطل، ويعقب بأن هذا القرآن الذي أرادوا فتنته عن بعضه فيه شفاء وهدى للمؤمنين!
بينما الإنسان قليل العلم، وهو يعرض موقفاً من مواقف هؤلاء اليهود -كما