للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويطلبون نزول الملائكة، ويقترحون أن يكون للرسول - صلى الله عليه وسلم - بيت من زخرف أو جنّة من نخيل وعنب، يفجّر الأنهار خلالها تفجيراً! أو يفجّر لهم في الأرض ينبوعاً!! وأن يرقى هو في السماء، ثم يأتيهم مادّيّ يقرؤونه!

إلى آخر هذه المقترحات التي يصليها العنت والمكابرة -وكما هو شأن اليهود ومن على شاكلتهم- لا طلب الهدى والاقتناع!

ويردّ على هذا كله بأنه خارج عن وظيفة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وطبيعة الرسالة، وبكل الأمر إلى الله .. ويتهكَّم على أولئك الذين يقترحون هذه الاقتراحات بأنهم لو كانوا يملكون خزائن رحمة الله -على سعتها وعدم نفادها- لأمسكوا خوفاً من الإنفاق! وقد كان حسبهم أن يستشعروا أن الكون وما فيه يسبّح الله!

{تُسَبّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلَكِن لًا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤٤)} (الإسراء)!

والآيات الخارقة قد جاء بها موسى من قبل، فلم تؤدِّ إلى إيمان هؤلاء المتعنّتين؛ لأن كثرة الخوارق لا تنشئ الإيمان في القلوب الجامدة:

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (١٠١) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (١٠٢) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (١٠٣) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (١٠٤)} (الإسراء)!

وهذا المثل من قصّة موسى وبني إسرائيل يذكر لتناسقه مع سياق السورة، وذكر المسجد الأقصى في أوّلها، وطرف من قصّة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام!

<<  <  ج: ص:  >  >>