وكذلك يعقّب عليه بذكر الآخرة والمجيء بفرعون وقومه لمناسبة مشهد القيامة القريب في سياق السورة، ومصير المكذّبين!
وتنتهي السورة بالحديث عن القرآن والحق الأصيل فيه .. القرآن الذي نزل مفرّقاً ليقرأه الرسول - صلى الله عليه وسلم - على القوم زمناً طويلاً بمناسبته ومقتضياته، وليتأثّروا به ويستجيبوا له استجابة حيّةً عمليةً، والذي يتلقاه الذين أوتوا العلم من قبله بالخضوع والتأثر إلى حدّ البكاء والسجود:
وهو مشهد مونع يلمس الوجدان .. ويرسم تأثير هذا القرآن في القلوب المتفتّحة لاستقبال فيضه .. العارفة بطبيعته وقيمته .. بسبب ما أوتيت من العلم قبله .. هذا المشهد الموحي للدَّين أوتوا العلم من قبله يعرضه السياق بعد تخيير القوم في أن يؤمنوا بهذا القرآن أو لا يؤمنوا!
يقول ابن كثير: قوله تعالى: {وإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِه}!
أي من صالحي أهل الكتاب الذين تمسكوا بكتابهم ويقيمونه، ولم يبدّلوه! (١)
فهل يفهم اليهود ذلك؟!
(١) تفسير ابن كثير: ٣: ٦٨، وانظر القرطبي: ١٠: ٣٤٠، والكشاف: ٢: ٣٧٨، والماوردي: ٢: ٤٦٢.