لقد انقرض الذين هدموا الأصنام وجعلوها جذاذاً تحت الرغام .. أما هؤلاء فقد جدّدوا لها البنيان، وأصبحوا صنّاعها في هذا الزمان، كانوا هم أبناء إبراهيم، غير أنهم أقرب إلى آزر القديم!
الشارب والخمر جديدان، والدنّ أيضاً جديد، وها هي أصنام جديدة، تطبع الأجيال الحديثة على غرارها!
لقد انطوى عهد أولئك الذين لهم من سمات الجلال ما هو خليق بالدّلال .. إنهم كانوا مرآة متاع العظمة، وصفاء موسم الورود، وشقائق نعمان الصحراء، وأغنية أحلام البيداء!
ويومئذ تفانى كل مسلم في الله .. وكان يوم محمَّد المحبوب مهرجاناً للشعوب!
هل لكم في عهد جديد تكونون فيه عبيداً لله، وجنوداً لمحمد، وجواهر في عقد الملّة .. !.
أَنَّى وقد أصبح عسيراً عليكم، وثقيلاً على أجفانكم، أن تستقبلوا نور الصباح بتكبيرة صلاتكم، وصحو حياتكم، لكأن الطبائع قد نامت منع الأجفان، وما أشبه نهار المنام بليل الظلام!
أليس رمضان يقيّد حرّيتكم، ويخالف مدنيّتكم .. فاشهدوا على أنفسكم، أهذا هو الوفاء لماضيكم وملتكم؟!
إن وجود الشعب من وجود الملّة، والدّين في الأمّة هو قوام الدّولة، فإذا ذهب الدّين فما أنتم بباقين!