للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاقبة فرعون وقومه معروفة .. كشف عنها القرآن في مواضع أخرى .. وهنا يشير إليها هذه الإشارة، لعلها توقظ الغافلين من الجاحدين بالحق المكابرين فيه، قبل أن يأخذهم ما أخذ المفسدين!

ويطالعنا قول الحق تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٤٦)} [سبأ: ٤٦]!

وهنا نبصر دعوة خالصة إلى منهج البحث عن الحق (١)، ومعرفة الافتراء من الصدق، وتقدير الواقع الذي يواجهونه من غير زيف ولا دخل!

نبصر دعوة إلى القيام لله -عَزَّ وَجَلَّ- بعيدًا عن الهوى، بعيدًا عن ملابسات الأرض، بعيدًا عن الهواتف والدوافع التي تشتجر في القلب، فتبعد به عن الله، بعيدًا عن التأثّر بالتيارات السائدة في البيئة، والمؤثّرات الشائعة في الجماعة!

نبصر دعوة إلى التعامل مع الواقع الواضح، لا مع القضايا والدعاوى الرائجة، ولا مع العبارات المطاطة، التي تبعد القلب والعقل من مواجهة الحقيقة الواضحة!

نبصر دعوة إلى منطق الفطرة الهادئ الصافي، بعيدًا عن الضجيج والخلط واللبس، والرؤية المضطربة، والقبس الذي يحجب صفاء الحقيقة!

وهي في الوقت ذاته منهج في البحث عن الحقيقة .. منهج ميسّر يعتمد على التجرّد من الرواسب والغواشي والمؤثّرات، وعلى مراقبة الله تعالى وتقواه!


(١) المرجع السابق: ٢٩١٤ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>