للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي (واحدة) .. إن تحقّقت صحّ المنهج، واستقام الطريق .. القيام لله .. لا لغرض ولا لهوى ولا لمصلحة ولا لنتيجة .. التجرّد .. الخلوص .. ثم التفكّر والتدبّر بلا مؤثّر خارج عن الواقع الذي يواجهه القائمون لله المتجرّدون!

{أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى}!

مثنى ليراجع أحدهما الآخر، ويأخذ معه ويعطي، من غير تأثّر بعقليّة الجماهير التي تتبع الانفعال الطارئ، ولا تتلبث لتتبع الحجّة في هدوء .. وفرادى مع النفس وجهًا لوجه في تمحيص هادئ عميق!

{ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ}!

فما عرفتم عنه إلا العقل والتدبّر والرزانة، وما يقول شيئًا يدعو إلى التظنّن بعقله ورشده، إن هو إلا القول المحكم القويّ المبين!

{إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}!

لمسة تصوّر العذاب الشديد وشيكًا أن يقع، وقد سبقه النذير بخطوة، لينقذ من يستمع، كالهاتف المحذّر من حريق في دار يوشك أن يلتهم من لا يفرّ من الحريق، وهو تصوير فوق أنه صادق، بارع موح مثير!

وتمضي الآيات في الدعوة إلى التفكّر الهادئ البريء .. وسؤال أنفسهم عما يدعو إلى القيام بإنذارهم بين يدي عذاب شديد .. ما مصلحته؟ ما بواعثه؟ ماذا يعود عليه؟ ويأمره أن يلمس منطقهم، ويوقظ وجدانهم إلى هذه الحقيقة في صورة موحية!

{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>