للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدخل في التقوى أمور أعظمها وأكبرها إخلاص العبادات القولية والفعلية لله فلا يعبد العبد إلا ربه ولا يتوكل إلا عليه ولا يستغيث إلا به ولا يخاف إلا منه ولا يرجو إلا إياه؛ لأن نواصي العباد وأزمة الأمور كلها بيده سبحانه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع كما قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} (١) وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (٢) وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (٣) وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (٤)

ومتى صرف العبد شيئا من العبادة لغير الله فقد أشرك بالله والشرك يحبط العمل ويوجب الخلود في النار قال الله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٥) وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (٦) ومن أعظم التقوى المحافظة على الصلوات الخمس وأداء الرجال لها في الجماعة وإقامتها في المساجد كما شرع الله ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (٧) وقال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (٨) وقد وعد الله المحافظين عليها بالفردوس الأعلى والكرامة في الجنات، كما قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (٩) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (١٠) إلى قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (١١) {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} (١٢) {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (١٣) وقال تعالى:


(١) سورة هود الآية ١٢٣
(٢) سورة الطلاق الآية ٣
(٣) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٤) سورة البينة الآية ٥
(٥) سورة الأنعام الآية ٨٨
(٦) سورة المائدة الآية ٧٢
(٧) سورة البقرة الآية ٢٣٨
(٨) سورة النساء الآية ١٠٣
(٩) سورة المؤمنون الآية ١
(١٠) سورة المؤمنون الآية ٢
(١١) سورة المؤمنون الآية ٩
(١٢) سورة المؤمنون الآية ١٠
(١٣) سورة المؤمنون الآية ١١

<<  <  ج: ص:  >  >>