للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلمة في مناسبة إجازة الربيع (١)

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فبمناسبة هذه الإجازة - إجازة الربيع - فإني أوصي جميع أبنائي الطلبة والطالبات وجميع المسلمين بتقوى الله عز وجل في جميع الأحوال، وحفظ الأوقات عما يغضب الله سبحانه وتعالى وشغلها بما يرضيه عز وجل ويقرب لديه، ومن ذلك شغلها بحلقات العلم وكتابة العلم والمذاكرة في العلم ومطالعة الكتب المفيدة فإن هذا كله مما ينفع الله به العبد في دنياه وأخراه ويحفظ عليه وقته مما يضره، وأخص جميع أبنائي الطلبة والطالبات بالتحذير من السفر إلى بلاد الكفرة؛ لأن ذلك يضرهم في العقيدة والأخلاق وفي سائر أحوالهم ولا يخفى على كل من له أدنى بصيرة بأحوال العالم أن السفر إلى الخارج يخشى منه الشر الكثير، وقل من يسلم من هذه الأسفار في عقيدته وأخلاقه، اللهم إلا من كان من أهل العلم والبصيرة والاستقامة وسافر للدعوة إلى الله عز وجل وتوجيه الناس إلى الخير وإرشاد الناس إلى ما خلقوا له من توحيد الله وطاعته، فهذا له شأن آخر، والدعوة إلى الله مطلوبة في كل زمان ومكان.

أما من كان ليس بهذه الصفة فإن الواجب عليه الحذر من السفر إلى بلاد الكفر والضلال والفساد والإفساد، فإن في ذلك خطرا عليه في عقيدته وأخلاقه، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين (٢) » وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله (٣) » وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين (٤) » والمعنى حتى يفارق


(١) نشرت في جريدة الجزيرة في ١٦ جمادى الأولى ١٤٠٧هـ العدد ٥٢٢٣.
(٢) سنن الترمذي السير (١٦٠٤) ، سنن أبو داود الجهاد (٢٦٤٥) .
(٣) سنن أبو داود الجهاد (٢٧٨٧) .
(٤) سنن النسائي الزكاة (٢٥٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>