للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشركين.

وهذه الأحاديث وما جاء في معناها محمولة عند أهل العلم على من ليس عنده علم وبصيرة واستقامة، بحيث يأمن على نفسه الوقوع فيما حرم الله، وبحيث يدوم بالدعوة إلى الله والتوجيه إليه وإرشاد الناس إلى أسباب النجاة عملا بقوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (١) وعملا بقوله سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (٢) الآية، وحرصا على ما وعد الله به الدعاة من الأجر، وما يترتب على دعوتهم من الخير العظيم كما قال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٣) وقال عليه الصلاة والسلام لما بعث عليا رضي الله عنه إلى خيبر: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (٤) » وقال عليه الصلاة والسلام: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله (٥) » .

فالدعاة إلى الله الذين قد تفقهوا في الدين وعرفوا وجه الدعوة لا خطر عليهم إن شاء الله في السفر إلى بلاد الكافرين لدعوتهم إلى الله وتوجيههم إلى الخير وإرشادهم إلى ما خلقوا له، أما عامة الناس وأشباه العامة من الشباب والطلبة الذين لم يتفقهوا في الدين ولم يتخرجوا من الجامعات والكليات الدينية التي تبصروا فيها وتعلموا فيها ما يجب عليهم وما ينبغي لهم من الدعوة إلى الله والالتزام بما أوجب الله عليهم فهؤلاء عليهم في سفرهم خطر عظيم، فنصيحتي لهم ولغيرهم ممن ليس بالصفة التي ذكرنا أنفا من أهل العلم والإيمان.

وصيتي لهم جميعا أن لا يسافروا إلى بلاد الكفرة وأن يحذروا ذلك، وأن تكون إجازتهم وسيلة إلى قوة إيمانهم وكثرة علمهم، وذلك


(١) سورة النحل الآية ١٢٥
(٢) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٣) سورة فصلت الآية ٣٣
(٤) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٩٤٢) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٠٦) ، سنن أبو داود العلم (٣٦٦١) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٣٣) .
(٥) صحيح مسلم الإمارة (١٨٩٣) ، سنن الترمذي العلم (٢٦٧١) ، سنن أبو داود الأدب (٥١٢٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/١٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>