للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهادة الجوارح على الإنسان يوم القيامة (١)

س: سؤال من: ع. ومن الخرج يقول: قال تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} (٢) {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٣) الآيات. والسؤال: يفهم من الآية: أن الجوارح المذكورة تتكلم وتخبر بما فعلت، فهل يقال قياسا على الجوارح المذكورة: إن الفرج يتكلم ويخبر بالزنى أو اللواط ونحوهما؛ لأن هناك من الوعاظ من يقول ذلك، فهل هذا صحيح؟ وما نصيحتكم للوعاظ فيما يتعلق بتفسير القرآن؟ جزاكم الله خيرا.

ج: بسم الله، والحمد لله. هذه الأمور وأشباهها توقيفية ليس للعقل فيها مجال، وليس لأحد أن يثبت منها إلا ما جاء به النص من الكتاب أو السنة الصحيحة، وليس في النصوص فيما نعلم ما يدل على شهادة الفرج بما فعل، وإنما أخبر الله سبحانه في كتابه العظيم بشهادة السمع والأبصار والجلود والألسنة والأيدي والأرجل، فلا يجوز إثبات شيء آخر إلا بالدليل؛ لقول الله سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٤) فجعل سبحانه القول عليه بغير علم في أعلى مراتب التحريم، وقال عز وجل في


(١) نشرت في مجلة الدعوة في العدد (١٤٦٩) بتاريخ ٢٨ \ ٦ \ ١٤١٥ هـ.
(٢) سورة فصلت الآية ١٩
(٣) سورة فصلت الآية ٢٠
(٤) سورة الأعراف الآية ٣٣

<<  <  ج: ص:  >  >>