س: إذا كان لدي أخ أصم وأبكم فهو لا يسمع ولا يتكلم كما هو معلوم، وطبعا لا يعرف شيئا عن الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة، ولا يعرف شيئا عن أحكام الإسلام، ولا يعرف شيئا من القرآن. كيف يكون التوجيه والحالة هذه؟
جـ: هذا لا بد أن يفعل معه ما يعلم به عقله بالإشارة إذا كان بصيرا. وينبغي أن يعلم الصلاة بالفعل؛ فيصلي عنده وليه أو غيره، ويشار له أن يفعل هذا الفعل، مع بيان الأوقات بالطريقة التي يفهمها، أو بتعليمه الصلاة كل وقت بالفعل بعد أن يعلم أنه عاقل، ويكتب له إن كان يعرف الكتابة حقيقة العقيدة الإسلامية، وأركان الإسلام مع بيان معنى الشهادتين. وهكذا بقية أحكام الشرع توضح له كتابة.
ومن ذلك أحكام الصلاة من الوضوء والغسل ومن الجنابة، وبيان الأوقات، وأركان الصلاة وواجباتها وما يشرع فيها، وبيان السنن الراتبة، وسنة الضحى والوتر إلى غير ذلك مما يحتاجه المكلف لعله يستفيد من الكتابة.
ومتى علم عقله بأي وسيلة، ثبت أنه من المكلفين إذا بلغ الحلم بإحدى علاماته المعلومة، ولزمته أحكام المكلفين حسب علمه وقدرته. أما إن ظهر من حاله أنه لا يعقل فلا حرج عليه، لأنه غير مكلف، كما جاء في الحديث الصحيح: «رفع القلم عن ثلاثة: الصغير حتى يبلغ، والمعتوه حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ (١) » .
(١) سنن الترمذي الحدود (١٤٢٣) ، سنن أبو داود الحدود (٤٣٩٩) ، سنن ابن ماجه الطلاق (٢٠٤٢) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١١٦) .