للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س٥: حدثونا لو تكرمتم عما وعد الله به الصابرين في الدنيا والآخرة، والعاملين في الآخرة، وسبق أن سأل عما يجب على الإنسان أن يفعله تجاه هذه الدنيا وحبها ومتاعها؟

جـ: نعم إن الله خلق الخلق لعبادته، أي ليعبدوه وحده لا شريك له، ليعبدوه وحده بأن يطيعوا أوامره وينتهوا عن نواهيه، ويكثروا من ذكره، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١) وعبادته هي توحيده سبحانه بدعائه وبخوفه ورجائه والصلاة والصيام وغير ذلك وطاعة أوامره واجتناب نواهيه، ووعدهم في الدنيا الخير الكثير والعاقبة الحميدة ووعدهم في الآخرة بالجنة والكرامة، قال تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (٢) وقال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (٣) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (٤) {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٥) وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر (٦) » ، فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، أو له العاقبة الحميدة في الآخرة إذا صبر على تقوى الله سبحانه وطاعته وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفاقة أو الفقر والمرض وتسديد بعض العازات، والصبر عاقبته حميدة، قال تعالى في حق بعض المؤمنين وعدوهم: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (٧)

الصبر له عواقب حميدة إذا صبر على طاعة الله وعلى مصائب الدنيا، وإذا استقام على أمر الله فإن له النعيم في الآخرة، فالصابر مرتاح الضمير والقلب، جاهد


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة هود الآية ٤٩
(٣) سورة البقرة الآية ١٥٥
(٤) سورة البقرة الآية ١٥٦
(٥) سورة البقرة الآية ١٥٧
(٦) صحيح البخاري الزكاة (١٤٦٩) ، صحيح مسلم الزكاة (١٠٥٣) ، سنن الترمذي البر والصلة (٢٠٢٤) ، سنن النسائي الزكاة (٢٥٨٨) ، سنن أبو داود الزكاة (١٦٤٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٩٤) ، موطأ مالك الجامع (١٨٨٠) ، سنن الدارمي الزكاة (١٦٤٦) .
(٧) سورة آل عمران الآية ١٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>