للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل يجوز تقصير اللحية أم أن الواجب إعفاؤها (١)

س: أعفيت لحيتي والحمد لله؛ والآن كلما واجهني أحد من أهلي أو معارفي استنكروا لحيتي ورموني بكلمات جارحة وطلبوا مني تقصيرها، وأنا مصمم على إعفائها، هل يجوز تقصيرها أم أواظب على إعفائها، وأضرب بكلامهم عرض الحائط؟

ج: الواجب عليك أن تستمر في إعفائها وإرخائها؛ طاعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وامتثالا لأمره، وأن تضرب بكلامهم عرض الحائط، وأن تنكر عليهم كلامهم، وتذكرهم بالله، وأن هذا لا يجوز لهم، بل عملهم هذا في الحقيقه نيابة عن الشيطان؛ لأنهم بهذا صاروا نوابا له يدعون إلى معاصي الله، نسأل الله العافية، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين (٢) » ، ويقول: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس (٣) » ، ويقول: «وفروا اللحى (٤) » ، فالواجب: إرخاؤها، وإعفاؤها، وتوفيرها، وعدم طاعة كل من يدعو إلى قصها أو حلقها، نسأل الله السلامة.

وهذا مصداق الحديث: أنه «يأتي في آخر الزمان شياطين يدعون إلى عصيان الله، وإلى ارتكاب محارمه» ، وقد جاء في «حديث حذيفة - رضي الله عنه - المتفق على صحته لما سأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الشر


(١) سبق أن نشرت في كتاب سماحته (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء الثالث صـ ٣٧١.
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٢٩) .
(٣) صحيح مسلم الطهارة (٢٦٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٦٦) .
(٤) صحيح البخاري اللباس (٥٨٩٢) ، صحيح مسلم الطهارة (٢٥٩) ، سنن الترمذي الأدب (٢٧٦٤) ، سنن أبو داود الترجل (٤١٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>