للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المؤمن والخوف من الموت]

س: الأخت التي رمزت لاسمها بـ: أ. ع. من الرياض تقول في سؤالها هل يجب على المؤمن عدم الخوف من الموت؟ وإذا حدث هذا فهل معناه عدم الرغبة في لقاء الله؟

جـ: يجب على المؤمن والمؤمنة أن يخافا الله سبحانه ويرجواه؛ لأن الله سبحانه قال في كتابه العظيم: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (١) وقال عز وجل: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} (٢) وقال سبحانه: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٣) وقال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} (٤) وقال عز وجل: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٥) في آيات كثيرة ولا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة اليأس من رحمة الله، ولا الأمن من مكره، قال الله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (٦) وقال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (٧) وقال عز وجل: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (٨)

ويجب على جميع المسلمين من الذكور والإناث الإعداد للموت والحذر من الغفلة عنه، للآيات السابقات، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أكثروا من ذكر هادم اللذات - الموت (٩) » ولأن الغفلة عنه وعدم الإعداد له من أسباب سوء الخاتمة، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) سورة آل عمران الآية ١٧٥
(٢) سورة المائدة الآية ٤٤
(٣) سورة البقرة الآية ٤٠
(٤) سورة البقرة الآية ٢١٨
(٥) سورة الكهف الآية ١١٠
(٦) سورة الزمر الآية ٥٣
(٧) سورة يوسف الآية ٨٧
(٨) سورة الأعراف الآية ٩٩
(٩) سنن الترمذي الزهد (٢٣٠٧) ، سنن النسائي الجنائز (١٨٢٤) ، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٥٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>