للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجوب التوبة إلى الله والضراعة إليه عند نزول المصائب (١)

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز، إلى من يطلع عليه من المسلمين.

وفقني الله وإياهم للتذكر والاعتبار، والاتعاظ بما تجري به الأقدار، والمبادرة بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والأوزار. آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فإن الله عز وجل بحكمته البالغة وحجته القاطعة وعلمه المحيط بكل شيء، يبتلي عباده بالسراء والضراء والشدة والرخاء وبالنعم والنقم، ليمتحن صبرهم وشكرهم،، فمن صبر عند البلاء وشكر عند الرخاء وضرع إلى الله سبحانه عند حصول المصائب، يشكو إليه ذنوبه وتقصيره ويسأله رحمته وعفوه، أفلح كل الفلاح وفاز بالعاقبة الحميدة. قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: {الم} (٢) {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (٣) {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (٤) والمقصود بالفتنة في هذه الآية: الاختبار والامتحان حتى يتبين الصادق من الكاذب، والصابر والشاكر، كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (٥) وقال عز وجل: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (٦)


(١) نشرت في مجلة البحوث الإسلامية العدد، ١١ ص، ٧ - ١٢.
(٢) سورة العنكبوت الآية ١
(٣) سورة العنكبوت الآية ٢
(٤) سورة العنكبوت الآية ٣
(٥) سورة الفرقان الآية ٢٠
(٦) سورة الأنبياء الآية ٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>