كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز

المجلد الرابع - تفسير آيات كريمات - ج: 4 - ص: 361

تفسير آيات كريمات (١)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

س١: أرجو شرح معنى هذه الآية وبيان القول الراجح في تفسيرها، يقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} (٢) {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (٣) {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (٤) هل يفهم من هذا أن من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله؟ وهل نسخت هاتان الآيتان بشيء من القرآن إذ أنهما وردتا في سورة مكية؟ . .

ج١: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالآيتان ليستا منسوختين بل هما محكمتان، وقوله جل وعلا: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} (٥) اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك، مع إجماعهم بأن نعيم أهل الجنة دائم أبدا لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها، ولهذا قال بعده سبحانه: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (٦) لإزالة ما قد يتوهم بعض الناس أن هناك خروجا، فهم خالدون فيها أبدا، وأن هذا العطاء غير مجذوذ أي غير مقطوع، ولهذا في الآيات الأخرى يبين هذا المعنى فيقول سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} (٧) {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} (٨) فبين سبحانه أنهم آمنون - أي آمنون من الموت وآمنون من الخروج وآمنون من الأمراض والأحزان وكل كدر - ثم قال سبحانه وتعالى:

---

(١) من برنامج نور على الدرب رقم الشريط (٢٢) .
(٢) سورة هود الآية ١٠٦
(٣) سورة هود الآية ١٠٧
(٤) سورة هود الآية ١٠٨
(٥) سورة هود الآية ١٠٨
(٦) سورة هود الآية ١٠٨
(٧) سورة الحجر الآية ٤٥
(٨) سورة الحجر الآية ٤٦