للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (١) {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} (٢) والآيات في هذا المعنى كثيرة، فالواجب عليكم أن تتقوا الله سبحانه وأن تهتموا بهذا الأمر العظيم وتناصحوا فيه وأن تحذروا التشبه بأعداء الله من النصارى وغيرهم والتخلق بأعمالهم الذميمة.

وأهم شيء بعد التوحيد الصلوات الخمس والمحافظة عليها في أوقاتها وملازمة الزي الإسلامي في الرأس واللحية وغير ذلك، والحذر من التشبه بأعداء الله في كل شيء لم يأت به الشرع. فاتقوا الله في ذلك وتعاونوا على البر والتقوى واحذروا وساوس الشيطان وطاعته وطاعة أوليائه الصادين عن كل خير الداعين إلى كل منكر، حماكم الله من شرهم وألهمكم رشدكم وأعاذنا وإياكم من ما يوجب غضبه ونقمته.

وقد بلغني عن بعضكم ما أحزن القلب وشوه السمعة من التهاون بالصلاة وحلق اللحى وإطالة الشوارب وشرب الدخان واتخاذ التواليت وعيب من لم يفعل ذلك، وذلك والله عظيم وخطره كبير وربما أفضى بأهله إلى موت القلوب والانسلاخ من الدين، فاتقوا الله في ذلك واستقيموا على شرعه واحذروا معصيته والتشبه بأعدائه لأن ذلك من وسائل زيغ القلوب كما قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (٣) وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٤) وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأخلاق المشار إليها ودل القرآن الكريم على أن التهاون بشأن الصلاة من خصال أهل النفاق. وفي الصحيحين عن النبي


(١) سورة النساء الآية ١٣
(٢) سورة النساء الآية ١٤
(٣) سورة الصف الآية ٥
(٤) سورة النور الآية ٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>