للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلف كل صلاة مكتوبة، وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب، ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (١) إلى آخر السورة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح (٢) » ، وصح عنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه (٣) » ، والمعنى والله أعلم: كفتاه من كل سوء، ومن ذلك الإكثار من التعوذ بـ (كلمات الله التامات من شر ما خلق) في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك (٤) » ، ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء، وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه، وهي أيضا من أعظم السلاح لإزالة السحر بعد وقوعه مع الإكثار من الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل البأس، ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج


(١) سورة البقرة الآية ٢٨٥
(٢) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠١٠) .
(٣) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠١٠) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٧) ، سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٨٨١) ، سنن أبو داود الصلاة (١٣٩٧) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٦٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/١٢١) ، سنن الدارمي الصلاة (١٤٨٧) .
(٤) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧٠٨) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٣٧) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٤٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٣٧٨) ، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>