ويقول عليه الصلاة والسلام يوما لأصحابه: «أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان - واد في المدينة - فيرجع بناقتين عظيمتين سمينتين، بغير إثم ولا قطع رحم؟ " قالوا: نحب ذلك يا رسول الله، قال: "لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله، خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل (١) » .
فأنت يا عبد الله مخلوق لهذه العبادة، مأمور بأدائها على الوجه المطلوب الذي شرعه الله، ولا سبيل لك إلى ذلك إلا بالله ثم بالتفقه في الدين.
ووصيتي لنفسي ولإخواني المستمعين، ولكل من بلغته هذه الكلمة، وصيتي للجميع: تقوى الله في السر والعلن، والعناية بالتفقه في الدين، والتبصر في الدين، فعلى كل مكلف أن يتعلم، الواجب على كل مكلف أن يتعلم ما لا يسعه جهله، من الرجال والنساء، حتى يتعلم ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه، وحتى يؤدي ما أوجب الله عليه على بصيرة، وحتى يمتنع عما نهي الله عنه على بصيرة، هذا واجب الجميع.
(١) أخرجه مسلم برقم (١٣٣٦) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه