للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هؤلاء هم الرابحون: {الَّذِينَ آمَنُوا} (١) يعني علموا الحق وآمنوا به وصدقوا به، وآمنوا بأن الله معبودهم الحق وإلههم، وآمنوا بالرسل واليوم الآخر، والجنة والنار، والحساب والجزاء، وآمنوا بكل ما أخبر الله به ورسوله.

ثم مع هذا الإيمان: حققوا ذلك بالعمل {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (٢) آمنوا وعملوا فأدوا ما أوجب الله، واجتنبوا ما حرم الله، هكذا المؤمن.

ثم أمر ثالث، وهو من العمل ومن الإيمان، ولكن خصه الله بالذكر، لعظم شأنه، وهو: التواصي بالحق، والتواصي بالحق عمل وإيمان، داخل في الإيمان، وداخل في العمل، ولكن نص الله عليه بهذه الصورة، لعظم الأمر، ليعلم المكلفون، وليعلم المؤمنون: أنه لا بد من التواصي بالحق.

وأمر رابع وهو: التواصي بالصبر، لأن الإنسان لا يمكن أن يعمل ويتعلم ويتفقه، ويعلم غيره، ويأمر غيره، إلا بالله ثم بالصبر، فمن لم يصبر لم يفعل شيئا، مثل ما قال لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (٣) ويقول الله جل وعلا:


(١) سورة العصر الآية ٣
(٢) سورة العصر الآية ٣
(٣) سورة لقمان الآية ١٧

<<  <  ج: ص:  >  >>