للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا عرفوا وبين لهم رجع كثير منهم إلى الحق، أما علة اليهود فليست الجهل، بل علتهم الحسد والبغي وعلتهم مخالفة الحق على بصيرة فعلتهم خبيثة، وهي التكبر عن اتباع الحق والحسد لأهل الحق، ولهذا قل وندر من يسلم منهم نعوذ بالله من ذلك، فأنت يا عبد الله احمد ربك أن هداك لهذا الصراط، وأن علمك إياه وأن شرع لك أن تطلبه في صلواتك وفي خارج الصلاة، تقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (١) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (٢) وهذا الصراط هو دين الله وهو الإسلام وهو الإيمان والهدى وهو العبادة التي أنت مخلوق لها، وهو العلم والعمل أن تعلم ما شرعه الله لك، وما خلقك لأجله وتعمل بطاعة الله وتحذر معاصي الله، وتقف عند حدود الله ترجو ثواب الله، وتخشى عقاب الله هذا الصراط المستقيم، وأساسه وأعظمه وأوله وأفرضه: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، هذا هو الأساس، هذا هو الأصل هذا هو أعظم واجب، هذا هو الركن الأول ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج كما تقدم


(١) سورة الفاتحة الآية ٦
(٢) سورة الفاتحة الآية ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>