للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهم منه يد حقيقية، وقال رحمه الله تعالى: " إن لفظ اليدين بصيغة التثنية لم يستعمل في النعمة ولا في القدرة؛ لأن استعمال لفظ الواحد في الاثنين أو الاثنين في الواحد لا أصل له في لغة العرب التي نزل بها القرآن، فقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (١) لا يجوز أن يراد به القدرة؛ لأن القدرة صفة واحدة، ولا يجوز أن يعبر بالاثنين عن الواحد، ولا يجوز أن يراد به النعمة؛ لأن نعم الله لا تحصى؛ فلا يجوز أن يعبر عن النعم التي لا تحصى بصيغة التثنية. ثم استدل رحمه الله تعالى على إثبات صفة اليد لله سبحانه من السنة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا (٢) » . رواه مسلم، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه، والقسط بيده الأخرى يرفع ويخفض إلى يوم القيامة (٣) » .


(١) سورة ص الآية ٧٥
(٢) أخرجه مسلم في كتاب (الإمارة) باب: فضيلة الإمام العادل برقم (٣٤٠٦) .
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب (التوحيد) باب قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) برقم (٦٨٦٢) ومسلم في كتاب (الزكاة) باب: الحث على النفقة وتبشير المنفق برقم (١٦٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>