للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به (١) » . هذه هي أقسام الناس مثل الأرض، أرض طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وهم: أهل العلم والإيمان والتعليم والتوجيه والإرشاد، وطائفة أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وهم: حملة العلم فحملوه للناس، حتى استفادوا منه وفجروا ينابيعه للناس، حفظوه وفقهوا غيرهم من طريق أهل العلم الذين نقلوه عنهم وأخذوه عنهم فهم حفظة استفادوا وأفادوا، وأهل العلم والفقه في الدين وأهل التبصر استخرجوا ما فيه من العلوم، استخرجوا ما فيه من الأحكام والفوائد ونشروها في الناس مثل إذا أخذوا الماء فشربوا وسقوا وزرعوا، وغالب الخلق مثل القيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، هذه حال أكثر الخلق لا خير فيهم لا علم ولا عمل، كما قال تعالى {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (٢) وقوله: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (٣)


(١) أخرجه مسلم في كتاب (الفضائل) باب: بيان مثل ما بعثني به النبي برقم (٤٢٣٢) .
(٢) سورة يوسف الآية ١٠٣
(٣) سورة سبأ الآية ١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>