للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه ولا يدع القراءة، لأن التعلم يزيده خيرا والحديث المذكور حجة له وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران (١) » . رواه مسلم، ومعنى يتتعتع: قلة العلم بالقراءة، وهكذا قوله: «وهو عليه شاق (٢) » معناه: قلة علمه بالقراءة، فعليه أن يجتهد ويحرص على تعلم القراءة على من هو أعلم منه، وفي ذلك فضل عظيم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه (٣) » ، خرجه البخاري في صحيحه، فخيار المسلمين هم أهل القرآن تعلما وتعليما وعملا ودعوة وتوجيها. والمقصود من العلم والتعلم هو العمل، وخير الناس من تعلم القرآن وعمل به وعلمه الناس، ويقول عليه الصلاة والسلام: «اقرءوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة (٤) » رواه مسلم في صحيحه، ويقول عليه الصلاة والسلام: «القرآن حجة لك أو عليك (٥) » . خرجه مسلم أيضا في صحيحه، والمعنى أنه حجة لك إن عملت به، أو حجة عليك إن لم تعمل به. والله أعلم.


(١) رواه مسلم في (صلاة المسافرين وقصرها) برمم (١٣٢٩) وابن ماجه في (الآداب) برقم (٣٧٦٩)
(٢) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٩٨) ، سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩٠٤) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٧٧٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٩٨) .
(٣) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٢٧) ، سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩٠٧) ، سنن أبو داود الصلاة (١٤٥٢) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢١١) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٦٩) ، سنن الدارمي فضائل القرآن (٣٣٣٨) .
(٤) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٥٥) .
(٥) أخرجه مسلم في كتاب (الطهارة) برقم (٣٢٨) باب (فضل الوضوء)

<<  <  ج: ص:  >  >>