للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دل على خير فله مثل أجر فاعله (١) » خرجهما مسلم في صحيحه.

ومعنى: «سن في الإسلام (٢) » يعني: أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس، فيدعو إليها ويظهرها ويبينها، فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها وليس معناها الابتداع في الدين؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن البدع وقال: «كل بدعة ضلالة (٣) » ، وكلامه - صلى الله عليه وسلم - يصدق بعضه بعضا، ولا يناقض بعضه بعضا بإجماع أهل العلم، فعلم بذلك أن المقصود من الحديث إحياء السنة وإظهارها، مثال ذلك: أن يكون العالم في بلاد ما يكون عندهم تعليم للقرآن الكريم، أو ما عندهم تعليم للسنة النبوية فيحيي هذه السنة بأن يجلس للناس يعلمهم القرآن ويعلمهم السنة أو يأتي بمعلمين، أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فيأمر هو بإعفاء اللحى وإرخائها، فيكون بذلك قد أحيا هذه السنة العظيمة في هذا البلد التي لا تعرفها


(١) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، برقم ٣٥٠٩.
(٢) صحيح مسلم الزكاة (١٠١٧) ، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٥) ، سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٠٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٥٩) ، سنن الدارمي المقدمة (٥١٤) .
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم ١٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>