للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلته، والمقصود من هذا الحديث الصحيح هو التحذير من الظلم وأنواع الفساد من الرجال والنساء، وقوله صلى الله عليه وسلم: «رءوسهن كأسنمة البخت المائلة (١) » قال بعض أهل العلم: إنهن يعظمن الرءوس بما يجعلن عليها من شعر ولفائف وغير ذلك، حتى تكون مثل أسنمة البخت المائلة، والبخت: نوع من الإبل لها سنامان، بينهما شيء من الانخفاض والميلان، هذا مائل إلى جهة وهذا مائل إلى جهة، فهؤلاء النسوة لما عظمن رؤوسهن وكبرن رءوسهن بما جعلن عليها أشبهن هذه الأسنمة. أما قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها (٢) » ، فهذا وعيد شديد، ولا يلزم من ذلك كفرهن ولا خلودهن في النار كسائر المعاصي، إذا متن على الإسلام، بل هن وغيرهن من أهل المعاصي كلهم متوعدون بالنار على معاصيهم، ولكنهم تحت مشيئة الله إن شاء سبحانه عفا عنهم وغفر لهم وإن شاء سبحانه عفا عنهم وغفر لهم وإن شاء عذبهم، كما قال عز وجل في سورة النساء في موضعين: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٣) ومن دخل النار من أهل المعاصي فإنه لا يخلد فيها


(١) صحيح مسلم اللباس والزينة (٢١٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٤٠) ، موطأ مالك الجامع (١٦٩٤) .
(٢) صحيح مسلم اللباس والزينة (٢١٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٤٠) ، موطأ مالك الجامع (١٦٩٤) .
(٣) سورة النساء الآية ٤٨

<<  <  ج: ص:  >  >>